حكاية حفناوي عبدالنبي الذي كون صداقات مع جميع رؤساء وملوك العالم

 

حكاية حفناوي عبدالنبي الذي كون صداقات مع جميع رؤساء وملوك العالم

حفناوي عبد النبي .. أسرع رجل في مصر 


عارف الناس لما تروح الهرم بتتصور كدا بطريقة معينة بحيث تبان كإنها حاطة أيدها فوق الهرم، أو كأنه بيبوس أبو الهول، مفكرتش وسألت نفسك مين اللي عمل الموضوع دا أول واحد .. يعني الفكرة جات منين..


خليني أحكيلك  الحدوتة في أول مقال في سلسلة "حكايات بهاء حجازي"، بطل قصة النهارده اسمه حفناوي عبد النبي وهو صاحب الرقم القياسي في الصعود لقمة الهرم الأكبر، وكان بيصعد الهرم من أسفل إلى أعلى قمته في 7 دقائق.. ودا يظل لغاية دلوقتي رقم قياسي لأن طول الهرم (138,75 متر)، وكان بيهبط من أعلى إلى أسفل في دقيقتين فقط، كمان حفناوي هو صاحب ابتكار التصوير و كأنه يضع يده فوق قمة الهرم فهو أول من فعلها في التاريخ. 

 

حفناوي لم يتلق أي تعليم في حياته، كان أميا لكن كان بيتقن 6 لغات أجنبية وكان يرافق ملوك و رؤساء العالم عند زيارتهم للأهرامات، كانوا بيتعاملوا معاه على أنه معلم، أنت عارف لما تقابل ملك أو رئيس بتقابله إزاي أشيك بدلة عندك، حفناوي بقي كان بيقابلهم زي ما أنت شايف في الصورة كدا، وكانوا يطلبوه بالاسم ليكون مرافق ليهم، خلال صعودهم للهرم الأكبر. 


 وفي يوم زفاف حفناوي، ترك عروسته (في الكوشة) ليرافق الإمبراطور الإثيوبي هيلاسلاسي، عند زيارته للأهرامات في نفس الليلة ثم عاد للفرح مرة أخرى (سيلاسي : بطل القصة الثانية وهو أغرب حاكم من الممكن أن تقرأ عنه).


ارتبط اسم حفناوي عبد النبي، بالهرم الأكبر، وظل يصعده لما يقرب من 50 عاما ورافقه آلاف المشاهير من جميع أنحاء العالم حيث ارتبط بصداقات مع أكثرهم حتى أنه حين مرض أرسل له بعضهم أطباء للكشف عليه.


كان حفناوي يسكن بالقرب من منطقة الأهرامات و بدأ العمل في هيئة الآثار كمنقب عن الآثار، وبعد فترة أصبح دليلا ومرشدا للسياح في منطقة الأهرامات بعدها بدأت محاولاته في الصعود لقمة الهرم حتى أصبح يصعد قمة الهرم في 7 و قيل 6 دقائق فقط و يهبط في دقيقتين . 


من أكثر العلاقات التي كونها حفناوي متانة، كانت علاقته مع محمد نجيب  الذي كان يسميه البطل وكان السائحون يطلقون عليه (Champion) وصعد حفناوي الهرم مع العديد من المشاهير والحكامي زي "سعود بن عبد العزيز الذي أعطاه يومها 1000 جنيه إسترليني ( رقم فلكي في الوقت دا)، والرئيس اليوغوسلافي جوزيف بروز تيتو ( تيتو كان صديق شخصي لعبدالناصر)، الذي أعطاه علبة سجائر ذهبية، ورئيس الاتحاد السوفييتي الذي أعطاه ساعة يده و صعد أيضا مع شاه إيران الذي أعطاه الكثير من العطايا. 

.

ومن الغرائب، هي أخطر محاولة له لصعود الجبل، حين صعد حفناوي قمة الهرم الأكبر و هو يحمل على كتفيه المصور الصحفي الكبير رشاد القوصي ومعه معدات التصوير الخاصة به في محاولة كانت مغامرة كبرى، الموضوع ليس هينا، حيث تعرض حفناوي للسقوط أكثر من مرة، وبعد 45 دقيقة كاملة وصلا لقمة الهرم، يومها التقط رشاد القوصي أروع مشاهد صورت مدينة القاهرة من فوق قمة الهرم الأكبر نشرتها في ذلك الوقت مجلة آخر ساعة، و بعد أن التقط الصور التي يريدها حمله حفناوي عبد النبي عائدا به إلى سفح الهرم مرة أخرى.


وكان حفناوي في بعض الأحيان يرتدي زي قدماء المصريين أثناء صعود الهرم، ولكن توقف عن الصعود في الثمانينيات بعدما صدرت قوانين تحرم صعود و تسلق الهرم حفاظا عليه. 

 

في سنة 2002، مات حفناوي وهو يمسك بعلبة سجائز ذهبية أهداه له رئيس يوغسلافيا "جوزيف بروز تيتو". 


#حكاية_لم_تسمع_بها

#بهاء_حجازي

المقالة التالية المقالة السابقة
لا توجد تعليقات
اضـف تعليق
comment url