الطفل الباكستاني اقبال قصة واقعية
إقبال تم بيعه عن عمر الـ 4 سنوات كعبد لمافيا صناعة السجاد في « باكستان »، لأن أهل إقبال كانوا فقراء فقر ساحق، وافقوا على بيع إقبال لصاحب المصنع مقابل مبلغ زهيد جدًا ( 12 دولار ) للمساعدة في تجهيز فرح الأبن الأكبر.
وكان الإتفاق أن إقبال يعمل في المصنع حتى ينتهي الدين على الأسرة ثم يعود لها مرة أخرى، ولكن صاحب المصنع كان في رأسه يحمل خطط أخرى لإقبال وضبط الأمور بحيث يرفع من قيمة الدين على مدار سنوات وبالتالي يجعل إقبال في سلاسل عبوديته للأبد، فمثلًا قال أن قبل أن يبدأ إقبال فترة عمله الرسمية، عليه أن يقضي سنة تعلم كاملة، وخلال هذه السنة بدأ يقيد جميع مصاريف طعامه ومسكنه، إلخ ويضيف فوائد متزايدة فوق الدين الموجود وفي كل مرة يعبث فيها إقبال أو يرتكب أي « خطأ » يتم معاقبته بغرامة مادية تضاف فوق الدين وهكذا، وبعدما بدأ إقبال بالعمل الفعلي كانت نسبة التضخم والفوائد على الدين مقارنة بـ « الراتب » الذي يتقاضاه إقبال مقابل عمله مستحيل دفعها.
الظروف بداخل المصنع كانت شنيعة وساحقة لدرجة أن بسبب سوء التغذية فقط عندما كان إقبال عمره الفعلي 12 سنة كان جسده يكافىء طفل عمره 6 سنوات ( وكذلك باقي الأطفال معه في المصنع )، ولا توجد أي فتحات للتهوية ( للمحافظة على خامات النسج )، ويعمل الأطفال ما لا يقل عن 14 ساعة يوميًا منحنيين على ركبهم يضعوا ملايين الغرز في السجاد في تلك البيئة الخانقة المدمرة تمامًا لصحتهم.
في عمر الـ 10 سنوات علم إقبال أن الحكومة الباكستانية جرّمت نظام الديون ( أو البشجي ) الإجرامي الذي كلبشه بأغلال العبودية بلا عودة، ولكنه ما زال مستمرًا بشكل عرفي في المناطق الفقيرة الشبيهة بقريته، وبعدها أستطاع إقبال أن يسبك حيلة يستطيع الهروب بها من سجنه الخانق وينضم لجبهة تنديد ودعوى لتحرير الأطفال وبدأ ينشر التوعية والمعلومات عن الأطفال ذوي الحالة الشبيهة له ويتعلم ويذاكر بشغف شديد، وبسبب حملته التوعوية تم تحرير آلاف الأطفال من عبوديتهم وحل الكثير من شبكات الإسترقاق الباطنة والقبض على من يديروها، ولكن تم إغتياله عام 1995 م ( في عمر الـ 12 سنة ) بسبب نشاطه في الكشف عن تلك الشبكات، مات بطلًا يحاول إنقاذ مئات الآلاف من الأطفال من المصير الشيطاني الذي فُرض عليه منذ نعومة أظافره، محاولًا تبديد لعنة ما زالت مستمرة حتى اليوم ..