سامحوني.. آخر ما نطقه معلم اللغة الإنجليزية، الذي غيبه الموت داخل الفصل

سامحوني.. آخر ما نطقه معلم اللغة الإنجليزية، الذي غيبه الموت داخل الفصل


«سامحوني.. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله»، آخر ما نطقه معلم اللغة الإنجليزية، الذي غيبه الموت داخل الفصل أثناء شرح المقرر لتلاميذ المرحلة الإعدادية بمدرسة برمشا للتعليم الأساسي في مركز العدوة شمال غربي محافظة المنيا، إثر إصابته بهبوط حاد بالدورة الدموية، إذ كان يعاني من مرض القلب.


مدير المدرسة: رفض الدروس الخصوصية طوال حياته


وعبر عبدالله صابر مدير مدرسة القايات بمركز العدوة، وهو أحد أصدقاء المتوفى، عن حزنه الشديد لرحيل صديق عمره أحمد غريب محمد أحمد، 50 عاما، معلم إنجليزي بمدرسة برمشا للتعليم الأساسي، مؤكدا أنه حصل على درجة كبير معلمين خلال العام الجاري، وكان مثالا للأخلاق الرفيعة والتواضع والأدب، ولم يفكر يوما في إعطاء دروس خصوصية رغم ظروفه المعيشية المتواضعة.


مات كما تمنى «جوه الفصل»


وأضاف أن المعلم المتوفى، كان محبا ومخلصا لعمله حتى أنه رفض استخدام القرار 159، الذي يسمح له بالحصول على إجازة أو التقاعد والحصول على معاش من التربية والتعليم مع صرف مستحقاته كاملة لأنه مريض قلب، وفضل أن يستمر في تربية وتعليم الأجيال، لأنه صاحب رسالة، حتي أنه كان يقول للجميع «هشتغل في المدرسة لحد ما أموت جوه الفصل»، وهو ما تحقق فعليا.


قال لزملائه «سامحوني» ثم نطق الشهادتين


وقال مدير مدرسة القايات، إنه وفقا لروايات المعلمين في مدرسة برمشا فإن المعلم الراحل حضر إلى المدرسة كعادته مبكرا في تمام الساعة السابعة، وحضر الطابور الصباحي، ثم اصطحب تلاميذه متوجها إلى الفصل، وخلال أول ربع ساعة بالحصة الأولى كان يكتب قواعد وكلمات إنجليزية على السبورة استعدادا للشرح، وفجأة شعر بإجهاد فجلس على الكرسي، وطلب من أحد التلاميذ إحضار كوب مياه، ثم طلب استدعاء زملائه المعلمين، وقال لهم «أنا تعبان»، فحملوه واتجهوا به إلى الفناء، وقتها استفاق «أحمد» وقال لهم: «سامحوني» ثم نطق الشهادتين: ولم نسمع له صوتا واحدا بعد نطق الشهادتين، وبعد نقله إلى المنزل وإحضار الطبيب، تبين أنه فارق الحياة داخل محراب عمله كما كان يتمنى.


وأضاف مدير المدرسة، أن صديقه الراحل متزوج ولديه 5 أبناء، وكان في آخر كل فصل دراسي يطلب من مديرة المدرسة إلهام حسن، الاحتفاظ بنسخة من مفاتيح المدرسة، ليذهب في أيام الإجازات، حتى لا يثقل على العمال، ويصطحب معه عددا من التلاميذ ويعطيهم دروس تقوية ومراجعة قبل الامتحانات بالمجان، مبتغيا بذلك مرضاة الله.


وشارك المئات من أهالي قري برمشا وشم البحرية والقبلية والقايات والشيخ مسعود في صلاة الجنازة على المعلم، وحرص عدد كبير من المعلمين والتلاميذ على حضور الجنازة، في الوقت الذي نعت فيه الإدارة التعليمية بالعدوة، المعلم الراحل، وقالت في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية على «فيس بوك»: « كان نموذجا للإخلاص والنزاهة والأدب والتفاني في العمل».

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -